الإنفلونزا Influenza

يتكون الجهاز التنفسي السفلي lower respiratory tract (LRT) في البشر من:

أ- الحنجرة larynx (صندوق الصوت voice box).

ب- القصبات الهوائية trachea.

ج- الشعب الهوائية bronchial tubes.

د- الحويصلات الهوائية alveoli.

الأنفلونزا Influenza (the flu) هو مرض حاد شديد العدوى ينتقل عن طريق الرذاذ التنفسي المنقول بالهواء. معظم الحالات تبدأ من الجهاز التنفسي العلوي، بما في ذلك H1N1 (أنفلونزا الخنازير swine flu)، وتتضمن الجهاز التنفسي السفلي كذلك. يعتقد أن المرض اخذ اسمه من الكلمة الإيطالية "influence" بمعنى التأثير، إشارة إما إلى تأثير الأجرام السماوية، أو إلى influenza di freddo، "تأثير البرد influence of the cold". منذ الوباء pandemic المسجل الأول في عام 1510، وصف العلماء 31 وباء. الوباء الأكثر بروزاً في القرن العشرين كان الانفلونزا الإسبانية Spanish” flu“ في 1918-1919, أوبئة أخرى حدثت في عام 1957 (الانفلونزا الآسيوية “Asian” flu) وفي عام 1968 (انفلونزا هونغ كونغ Hong Kong” flu“). حالياً، هناك حوالي 35 ألف حالة وفاة في الولايات المتحدة وما بين 250 ألف إلى 500 ألف حالة وفاة سنويا حول العالم ترتبط بعدوى الإنفلونزا الموسمية seasonal influenza.

فيريون virion الإنفلونزا المغلف ينتمي لعائلة الفيروسات المخاطية Orthomyxoviridae. يتكون من ثمانية قطع من RNA مفردة الشريط سالبة المعنى single-strand RNA- (ssRNA-) كل واحد منها يلتف بشكل حلزوني ويحاط بالمحفظة النووية nucleocapsid. بروتين تركيبي إضافي، بروتين المصفوفة matrix protein، يحيط بقطع RNA والغلاف envelope يغطي بروتين المصفوفة.

البروز Projecting عبر الغلاف هو نوعان من الأشواك spikes.

أ- النوع الأول يحتوي على انزيم هيماغلوتينين hemagglutinin (H)، مادة تسهل التصاق واختراق فيروسات الأنفلونزا إلى خلايا العائل. شكله يحدد مدى عائل الفيروس وانتحاء (توجّه) tropism الفيروس.

ب- النوع الثاني يحتوي على إنزيم آخر، نيورامينيديز neuraminidase (N)، بروتين يساعد في اطلاق الفيريونات من خلية العائل عند اكتمال عملية التضاعف.

تم تمييز ثلاثة أنواع من فيروسات الأنفلونزا.

1- أنفلونزا أ Influenza A

أنفلونزا أ تضرب كل عام، وتسبب معظم أوبئة الانفلونزا. ينتشر في العديد من الحيوانات، بما في ذلك الطيور birds, الخنازير pigs, والبشر. هذا أكثر وضوحا من فيروس H1N1 (أنفلونزا الخنازير swine flu) الذي سبب وباء عالمي في 2009-2010.

ينقسم النوع أ إلى تحت أنواع subtypes بالاستناد على البروتينات السكرية glycoproteins السطحية H و N. هناك 15 تحت نوع معروف من H و9 تحت نوع مختلف من N. تحت أنواع الانفلونزا الموسمية الحالية في البشر هي (H1N1) A و (H3N2)A.

2- انفلونزا ب Influenza B

انفلونزا ب أيضا تضرب كل عام ولكنها أقل انتشارا من النوع أ. تنتشر فقط بين البشر ولا تنقسم إلى تحت أنواع. لقاح الانفلونزا السنوي هو مزيج من تحت أنواع A و B الأكثر انتشارا.

3- أنفلونزا ج Influenza C

أنفلونزا ج تسبب أمراض تنفسية معتدلة ولكن لا تسبب أوبئة.

كل عام تتطور سلالة انفلونزا موسمية مختلفة قليلا، بالاستناد جزئيا، على تغييرات في بروتينات الأشواك H و/أو N؛ وبالتالي، هناك حاجة للقاح انفلونزا جديد كل عام. أحيانا تكون السلالة الجديدة معتدلة جدا، بينما في سنوات أخرى، السلالة السائدة ستكون أكثر خطورة، مثل الانفلونزا الاسبانية.

ظهور أنفلونزا أ يكون مفاجئ بعد فترة حضانة من يوم إلى 4 أيام. الشخص المصاب بالمرض غير المصحوب بمضاعفات يطوّر قشعريرة مفاجئة sudden chills، إعياء fatigue، صداع headache، وألم pain أكثر ظهوراً في الصدر والظهر والساقين. خلال فترة 24 ساعة، يمكن أن ترتفع درجة حرارة الجسم إلى 40 درجة مئوية، ويتطور سعال cough حاد. الأشخاص قد يعانون من التهاب الحلق sore throa، احتقان الأنف nasal congestion، عطاس sneezing، وضيق الصدر tight chest، الأخيرة هي انعكاس محتمل للغزو الفيروسي لأنسجة القصبات الهوائية والشعب الهوائية. على الرغم من هذه الأعراض الشديدة, الأنفلونزا عادة قصير المدة وله تكهن prognosis ملائم. المرض محدود ذاتيا ويختفي عادة في 7 إلى 10 أيام.

معظم الوفيات السنوية من أنفلونزا أ الموسمية هي بسبب الالتهاب الرئوي pneumonia الناجم عن انتشار الفيروس إلى الرئتين lungs. المضاعفات الثانوية في الأشخاص غير المطعمين unvaccinated، خصوصا من هم فوق 65 عاما، والأطفال الرضع، أو الذين لديهم حالات طبية كامنة (المتسامحين مناعياً immunocompromised)، يمكن أن تؤدي إلى الالتهاب الرئوي البكتيري إذا اجتاحت ستافيلوكوكس اوريوس Staphylococcus aureus أو هيموفيلوس إنفلونزا Haemophilus influenza الأنسجة التنفسية التالفة.

ترتبط عدوى الإنفلونزا في حالات نادرة باثنتين من المضاعفات الخطيرة.

أ- متلازمة غيلان باريه Guillain-Barré syndrome (GBS)

تحدث عندما يخطئ الجسم استهداف العدوى وبدلا من ذلك يدمر الخلايا العصبية الطرفية peripheral nerve cells الخاصة به، مما يسبب ضعف في العضلات muscle weakness وفي بعض الأحيان الشلل paralysis.

ب- متلازمة راي Reye syndrome

تحدث عادة في الشباب الصغار بعد أن يعطوا الأسبرين aspirin لعلاج الحمى fever أو الألم pain المصاحب للأنفلونزا. تبدأ بغثيان nausea وتقيؤ vomiting، ولكن قد تحدث تغيرات عقلية تدريجية (مثل الارتباك confusion أو الهذيان delirium). لحسن الحظ، طور عدد قليل جدا من الأطفال متلازمة راي (أقل من 0.03 - 1 حالة لكل 100.000 شخص تقل أعمارهم عن 18 سنة).

بسبب الأعراض الشبيهة بأعراض الأنفلونزا والتي يمكن أن تسببها العدوى البكتيرية والفيروسية الأخرى، تشخيص الأنفلونزا، إذا لزم الأمر، يستند على عدة عوامل. هذا يشمل:

أ- نمط الانتشار في المجتمع pattern of spread in the community.

ب- مراقبة أعراض المرض observation of disease symptoms.

ج- عزل مخبري للفيروسات laboratory isolation of viruses.

د- التراص الدموي لخلايا الدم الحمراء hemagglutination of red blood cells.

أفضل وقاية من الانفلونزا هو تطعيم الانفلونزا السنوي. دفعة كل سنة من اللقاح تستند على فيروسات إنفلونزا A و B السائدة في العام الماضي وهو فعال بنسبة 75٪ تقريباً. لأن الفيروسات تنمى في أجنة الدجاج chicken embryos، الأشخاص الذين لديهم حساسية من الدجاج أو البيض لا يجب أن يأخذوا اللقاح.

علاج الحالات غير المصحوبة بمضاعفات من الأنفلونزا تتطلب:

أ- راحة في الفراش bed rest.

ب- كميات كافية من السوائل adequate fluid intake.

ج- أسبرين (أو أسيتامينوفين acetaminophen للأطفال) لعلاج الحمى وآلام العضلات.

أثنان من الأدوية المضادة للفيروسات، زاناميفير zanamivir (ريلينزا Relenza)، وفي الولايات المتحدة، أوسيلتاميفير oseltamivir (تاميفلو Tamiflu)، تتوفر بوصفة طبية. هذه الأدوية تستهدف أشواك النيورامينيديز البارزة من غلاف فيروس الإنفلونزا، وتعرقل اطلاق فيريونات جديدة. إذا أعطيت للبالغين الأصحاء والأطفال مبكرا في بداية المرض، فإنه يمكن لهذه الأدوية أن تقلل من مدة المرض بيوم واحد وتجعل حدوث المضاعفات أقل احتمالا. ومع ذلك، لا ينبغي أن تؤخذ هذه الأدوية بدلاً من التطعيم، الذي يبقى أفضل استراتيجية للوقاية.