حمّى التيفوئيد Typhoid fever هي من بين الأمراض الكلاسيكية التي دمّرت البشر لأجيال. أول من
درس المرض كان كارل ايبرث Karl Eberth وجورج
غافكي Georg Gaffky، كلاهما زملاء عمل لروبرت كوخ Robert Koch. لاحظ
ايبرث الكائن الحي المسبب للمرض في 1880 وغافكي عزله في مزرعة نقية pure culture بعد
أربعة سنوات.
هناك حوالي 2500 نمط مصلي
مميز من السالمونيلا. الأنماط المصليه Serotypes تستعمل
للسالمونيلا بدلا من الانواع species بسبب
العلاقات الغير مؤكدة الموجودة بين الكائنات الحية (الأنماط المصليه Serotypes: مجموعات متقاربة من الكائنات الحية الدقيقة أو التراكيب
تتميز بقدرتها على الربط إلى أجسام مضادة مختلفة).
حمّى التيفوئيد يسببها سالمونيلا اينتيريكا Salmonella
enterica نمط مصلي تيفاي Typhi,
بكتيريا عصوية سالبة لصبغة غرام, لاهوائية إختيارية facultatively
anaerobic, غير مشكلة للجراثيم nonspore-forming,
متحرّكة motile.
سنشير إليها باسم سالمونيلا تيفاي S.
Typhi.
تظهر السالمونيلا تيفاي
مقاومة عالية للظروف البيئية خارج الجسم، والتي تعزز قدرتها على البقاء حيّه
لفترات طويلة في المياه، مياه المجاري، وبعض الأغذية المعرّضة للماء الملوث. ينتقل
بخمسة طرق:
أ- الذباب flies.
ب- الغذاء food.
ج- الأصابع fingers.
د- البراز feces.
هـ- الاغراض الثابته fomites.
البشر هم العائل الوحيد
للسالمونيلا تيفاي.
الكائن الحي ينتقل عن
طريق المسار الفموي البرازي وينجو بالمرور عبر المعدة. خلال فترة حضانة
من 5 أيام الى 21 يوم، يغزو الأمعاء الدقيقة، ويسبّب قرحات عميقة deep ulcers، براز دموي
bloody stools، وألم في البطن abdominal pain. يؤدّي غزو الدمّ إلى
مرض جهازي والمرضى يعانون من حمّى متصاعدة mounting fever، خمول
lethargy، وهذيان delirium. (الكلمة تيفوئيد Typhoid
مشتقّه من الكلمه اليونانية typhos = “دخان smoke” في
اشارة إلى الهذيان). في حوالي 30 % من الحالات، يصبح الصدر والبطن مغطيان بطفح
باهت faint rash (بقع وردية)، مشيرةً إلى نزيف دموي blood hemorrhage في
الجلد. تدوم الأعراض لـ 3 إلى 4 أسابيع. إذا لم يعالج، يموت حوالي 15 % من الأشخاص.
هناك أكثر من 400 حالة من
حمى التيفوئيد يبلغ عنها سنويا إلى مراكز مكافحة الامراض والوقاية منها (CDC). ومع
ذلك، عالميا هناك 21 مليون حالة و 200.000 وفاة سنويا، لذلك حوالي 85 % من حالات
العدوى في الولايات المتّحدة الأمريكية تكتسب أثناء الرحلات الدولية إلى المناطق
الموبؤة. العلاج ناجح بشكل عام بالمضاد الحيوي السيفترياكسون ceftriaxone.
حوالي 5 % من الذين يشفون هم حاملين للبكتيريا ويواصلون إيواء وإراقة البكتيريا لمدّة
سنة أو أكثر بدون أعراض. لأن العاملين في مجال الغذاء يمكن أن يكونوا حاملين
للمرض، تراقب إدارة الصحة العامة عادة نشاطات الحاملين.
اللقاحات التقليدية لحمّى
التيفوئيد تشمل الخلايا الميتة للسالمونيلا تيفاي، لكن التفاعلات العكسية أدخلت
عنصر المخاطرة. لقاح Ty21a الفموي الحديث
يتكوّن من سلاله مضعفة (مخفّفة) من السالمونيلا تيفاي. لقاح آخر عن طريق الحقن
يتضمن عديد سكريات كبسولية capsular polysaccharides من
السالمونيلا تيفاي. يشير مؤيدو هذا اللقاح إلى إستجابه أقوى من الذين يتلقون
لقاح Ty21a. يفقد كلا اللقاحين الفعالية بعد بضعة سنوات، لذلك هناك حاجة
لجرعات معززة للمسافرين بالرحلات الدولية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق