الجذام لا يقتل، ولكن لا
يبدو بأنه ينتهي. بدلاً من ذلك، يبقى لسنوات، مما يسبّب تحلل الأنسجة وتشوّه
الجسم. في العصور القديمة، المصابون نبذوا من المجتمع. من بين القصص الأكثر بطولية
في الطبّ عمل الكاهن البلجيكي داميان دي فوستر Damien de Veuster، الذي
أسّس في 1870 مستشفى لمرضى الجذام في مولوكاي Molokai،
هاواي Hawaii.
عامل الجذام هو
مايكوباكتيريوم ليبري Mycobacterium leprae، عصوي
صامد للحمض acid-fast مرتبط بمايكوباكتيريوم توبركولوسيس Mycobacterium
tuberculosis الذي يسبب مرض السل Tuberculosis. لوحظ
للمرة الأولى في 1874 بواسطة الطبيب النرويجي جيرهارد هانسين Gerhard Hansen. يشار
إليه باسم عصية هانسين Hansen bacillus، والجذام يسمى عادةً مرض
هانسين. مايكوباكتيريوم ليبري M. leprae طفيل داخل خلوي
إجباري، لذا لا يمكن زراعته في بيئات النمو المخبرية الإصطناعية. في 1960، نجح باحثون
في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) في
زراعة البكتيريا في الصفيحة القدمية footpads للفئران،
وفي 1969، أكتشف العلماء بأنّه ينمو في جلد المدرع ذو التسعة نطاقات nine-banded armadillos.
الجذام صعب الأنتقال لأن
حوالي 95 % من سكان العالم لديهم مناعة طبيعية ضد المرض. ينتشر عن طريق الإتصال
بالإفرازات الأنفية nasal secretions، والتي تأخذ عبر الجهاز
التنفسي العلوي upper respiratory tract. المرض له فترة حضانة
طويلة بشكل غير اعتيادي من ثلاثة إلى ستّ سنوات, وهو عامل يجعل التشخيص صعب للغاية.
لأن البكتيريا حسّاسة للحرارة heat sensitive، تحدث الأعراض في الجلد skin
والجهاز العصبي المحيطي peripheral nervous system في الأجزاء
الأبرد من الجسم، مثل اليدين hands، القدمين feet،
الوجه face، وشحمتي الأذن earlobes. تتضمّن الحالات الشديدة
أيضاً العينين eyes والجهاز التنفسي. الحساسيه أعلى في الطفولة وتتناقص مع العمر.
يبدو أن الذكور يصابون أكثر من الإناث.
يعاني المرضى بالجذام من
تشوه disfiguring الجلد والعظام، إلتواء twisting
الأطراف، وتجعد curling الأصابع لتشكل يدّ المخلب claw
المميزة. يطوّر العدد الأكبر من التشوهات deformities من
فقدان الإحساس بالألم بسبب تلف الأعصاب الناجم من الأعداد القليلة من الخلايا
البكتيرية. هذا الشكل يسمى قليل العصيات paucibacillary أو
الجذام الدرني tuberculoid leprosy. المريض الغافل، على سبيل المثال، قد يلتقط قدر ماء مغلي بدون أن
يجفل.
تقدم المرض يمكن أن يؤدّي
إلى فقدان ملامح الوجه loss of facial features مصحوبة بسماكة الأذن
الخارجية thickening of the outer ear وإنهيار الأنف collapse of the nose. تشكل
العديد من النموات الشبيهه بالأورام تسمى أورام جذامية lepromas على
الجلد وفي الجهاز التنفسي. هذا الشكل يشار اليه باسم متعدّد العصيات multibacillary أو
الجذام الورمي lepromatous leprosy. هذا الشكل هو الأكثر خطورة من المرض لأن الجهاز المناعي يفشل في
الإستجابه، بمعنى أنه يمكن أن يكون هناك ملايين العصويات في الجسم.
لعدّة سنوات، الدواء
الرئيسي لعلاج والشفاء من مرض الجذام كان مركّب الكبريت sulfur compound المعروف
بشكل تجاري باسم الدابسون Dapsone. حالياً، علاج بأدويه
متعدّده بالدابسون, والريفامبين rifampin،
والكولفازيمين clofazimine عالجت أكثر من 16
مليون شخص مصاب بالجذام حول العالم.
في 1985، بدأت منظمة
الصحة العالمية (WHO) حملة "لإزالة" مرض الجذام. في 2009, 119 بلد أنجزت هدف
الإزالة لمنظمة الصحه العالميه إلى أقل من مريض واحد لكلّ 10.000 شخص.
جينومات genomes كلا
من مايكوباكتيريوم ليبري M. leprae ومايكوباكتيريوم توبركولوسيس M. tuberculosis تم
معرفة تتابعاتها وعلم الجينوم المقارن comparative genomics كشف
بعض النتائج المثيرة للأهتمام. الإكتشاف الأكثر إثارة حتى الآن هو أنّ أكثر من نصف
الجينات في مايكوباكتيريوم توبركولوسيس M. tuberculosis مفقوده
من مايكوباكتيريوم ليبري M. leprae. هذا أقترح أنه في وقت
ما في الماضي البعيد مايكوباكتيريوم ليبري M. leprae فقد
عدد كبير من الجينات الضرورية للأيض، مما تطلّب أن الكائن الحي إعتمد على إصابة
خلايا العائل لتوفير احتياجاته الضرورية للنمو والأيض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق