كجزء
من الجهاز التنفسي العلوي، الأذنين، والأنف، والحنجرة توجد بالقرب من بعضها البعض،
وعلى هذا النحو، تسمح للإلتهابات بالإنتشار من واحدة إلى الأخرى. الأذن ear، وهو عضو السمع والتوازن، يتألف من الأذن
الخارجية outer،
الوسطى middle,
والداخلية inner.
القناة السمعية (قناة استاكيوس) Eustachian tube
تفتح الأذن الوسطى على البلعوم الأنفي، مما يفسر لماذا التهابات الجهاز التنفسي
العلوي تؤدّي في أغلب الأحيان إلى التهابات الأذن الوسطى.
1-
إلتهاب الأذن الخارجية otitis externa
بضعة
التهابات للأذن يمكن أن تحدث في الأذن الخارجية. مثل هذا الإلتهاب، يشار إليه باسم
إلتهاب الأذن الخارجية otitis externa،
يمكن أن يؤثّر على كامل قناة الأذن ear canal
أو منطقة واحدة صغيرة فقط، كما هو الحال في خراج (دمل) أو بثرة pimple.
الغدّد الصملاخيه ceruminous glands في
قناة الأذن عادة تنتج ماده شمعيه cerumen
(شمع الأذن earwax) التي
لها نشاط مضادّ للبكتيريا antibacterial.
ومع ذلك، تحدث التهابات الأذن الخارجية عادةً في الأطفال خصوصا بعد السباحة المطوّلة
في بركات المياه العذبه. هذه يمكن أن تؤدّي إلى رطوبة مفرطة في قناة الأذن، والتي
تهيج وتحلل الجلد في القناة، مما يسمح للخلايا البكتيرية بالإختراق, ومثل هذه
الالتهابات غالباً ما تسمى أذن السبّاح swimmer’s
ear. العدوى البكتيرية غالباً ما تسببها أنواع الستريبتوكوكس Streptococcus,
الستافيلوكوكس Staphylococcus,
السيدوموناس Pseudomonas.
الأعراض
الأولية لإلتهاب الأذن الخارجية هي حكّة itching
يعقبها ألم بالأذن ear pain.
يتضمّن العلاج تطبيق قطرات مضاد حيوي بالأذن عدّة مرات في اليوم لمدة إسبوع واحد
تقريبا. يمكن أن يتجنب أذن السبّاح عن طريق عدم السباحه في الماء الملوّث وإستخدام
سدادة الأذنين لإبقاء القناة جافه عند السباحة، والاغتسال، أو الاستحمام.
2- إلتهابات
الأذن الوسطى otitis media
أ- إلتهاب
الأذن الوسطى الحادّ acute otitis media
الإلتهابات
قصيرة الأمد للأذن الوسطى تسمى إلتهاب الأذن الوسطى الحادّ acute
otitis media. مثل هذه الإلتهابات من بين الأمراض الأكثر
شيوعا في مرحلة الطفولة المبكرة. المعهد الوطني للصمم واضطرابات التواصل الأخرى أفاد
بأنّه ثلاثة من أصل أربعة أطفال يصابون على الأقل بعدوى أذن واحدة بحلول سن
الثالثة. البكتيريا المسؤولة عادةً عن التهابات الأذن الوسطى تتضمّن ستريبتوكوكس
نيموني S. pneumoniae وهيموفيلوس
انفلونزا H. influenzae.
تبدأ
التهابات الأذن الوسطى عادة بعدوى نزلة برد للجهاز التنفسي العلوي. إلتهاب القناة
السمعية يسمح للبكتيريا لأن تصيب البيئة المعقّمة للأذن الوسطى حيث يتراكم السائل
ثمّ يوفر بيئة للنمو البكتيري. هذا يعقبه ألم بالأذن مع طبلة أذن منتفخة حمراء red
bulging eardrum. الأطفال المصابين بإلتهابات الأذن قد
يتعرضون لحمّى، ينتجون سائل يستنزف من الأذنين، أو يعانون من صداع. أيضا قد يعانون
من صعوبة في النوم ويكونون سريعي الانفعال بشكل غير معتاد.
يتحسّن
أكثر الأشخاص بدون علاج. الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (AAP) والأكاديمية
الأمريكية لأطباء الأسرة (AAFP) تقترحان
بأنّ الأطفال أكبر من عمر 6 أشهر وهم بصحة جيده عادة ولديهم علامات وأعراض
معتدلة فقط لا يعطون مضادات حيوية على الأقل في الـ 72 ساعة الأولى، لأن أكثر
حالات إلتهاب الأذن الوسطى تشفى لوحدها في بضعة أيام. في الحقيقة، ذكرت الأكاديمية
الأمريكية لطب الأطفال والأكاديمية الأمريكية لأطباء الأسرة بأنّ
حوالي 80 % من الأطفال المصابين بإلتهاب الأذن الوسطى يتحسنون بدون
مضادات حيوية. للإلتهابات البكتيرية المزمنة, الطبيب قد يقرّر إستخدام المضادات
الحيوية مثل الأموكسيسيلين amoxicillin.
يمكن أن تكون الوقاية صعبة بسبب سلوك تفاعل الأطفال الصغار مع بعضهم البعض. الحد
من الوقت الذي يقضيه الطفل في مجموعة رعاية الطفولة قد يساعد على منع نزلات البرد
الشائعة وإلتهابات الأذن الوسطى التي تعقبها.
ب- إلتهاب
الأذن الوسطى المزمن Chronic otitis media
إلتهاب
الأذن الوسطى المزمن حالة
تتضمّن عدوى طويلة المدى، إلتهاب وتلف الأذن الوسطى. الأطفال لديهم سائل ثابت في
الأذنين والذي يدوم لشهور في غياب أيّ أعراض أخرى ماعدا ضعف السمع hearing
impairment. إلتهاب الأذن الوسطى المزمن هو سبب عالمي
رئيسي لضعف السمع ويمكن أن يكون له تأثيرات خطيرة طويلة المدى على اللغة language،
التطور السمعي والإدراكي auditory and cognitive development ،
والتقدّم التعليمي educational progress؛
وهو مشكلة صحية عامة رئيسية في العديد من السكان حول العالم، وسبب هامّ للأمراضية
والموت. من المعروف حالياً بأنّ إلتهاب الأذن الوسطى المزمن ليس نتيجة عودة العدوى
re-infection،
لكن بالأحرى تنبع من غشاء حيوي biofilm ثابت
إستعمر نسيج الأذن الوسطى. الأغشيه الحيوية biofilms
هي مستعمرات مقاومه للمضادات الحيويه من البكتيريا تلتصق بالسطوح وتشكّل مانع
دفاعي شبه لزج، يحمي البكتيريا من الهجوم المناعي أو العلاج بالمضادات الحيوية. يعتمد
علاج إلتهاب الأذن الوسطى المزمن على مرحلة المرض. تبذل جهود للسيطرة على أسباب
إنسداد القناة السمعية. إذا كانت العدوى النشطة موجودة في شكل تصريف من الأذن،
يوصف قطرات مضاد حيوي للأذن antibiotic ear drops،
والتي قد تستكمل بالمضادات الحيوية الفموية oral
antibiotics. عندما تتم السيطرة على العدوى النشطة، يوصى
عادة بالجراحة لإزالة الإنسداد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق