لا يمكن مقارنة أي مرض
اسهالي بالإسهال الشامل المرتبط بالكوليرا cholera. تقدر
منظمة الصحه العالمية (WHO) بأن هناك أكثر من
100.000 حالة وأكثر من 1.900 وفاة سنويا. الكائن الحي المسبب للمرض، فيبريو كوليري
Vibrio cholerae، أول من عزله هو العالم روبرت كوخ Robert Koch في
1883.
خلايا فيبريو كوليري
عصويه منحنيه, سالبه لصبغة غرام, هوائية, متحرّكة. البكتيريا تدخل السبيل المعوي intestinal tract في
الغذاء الملوث، مثل المحار النيء raw oysters، أو في الماء. فيبريو
كوليري حساس جدا لحامض المعدة stomach acid، لذلك أكثر الحالات تكون
معتدلة أو تمرّ بدون أن يلاحظها أحد. ومع ذلك، إذا أبتلعت ملايين الخلايا، تنجو
خلايا بما فيه الكفاية لإستعمار الأمعاء. هناك تتحرّك البكتيريا على طول الظهارة
المعوية intestinal epithelium، تفرز سم معوي enterotoxin (سمّ
الكوليرا cholera toxin) الذي يحفّز الفقدان المتواصل من السوائل والكهارل (الالكتروليات)
electrolytes (الكهارل: أي أيونات في الخلايا والدم، أو المواد العضوية
الأخرى).
في الحالات الأكثر حدّة، قد
يحدث جفاف شديد extreme dehydration حيث أن المريض قد يفقد بحدود لتر واحد من
السوائل كلّ ساعة لعدّة ساعات. السائل، يشار اليه باسم البراز الشبيه بماء الأرز rice-water stools، وهو
عديم اللون ومائي، يعكس تحويل المحتويات المعوية إلى حساء شعير barley soup رقيق شبيه بالسائل. عيون المريض تصبح رمادية وتغوص في مداراتها. الجلد يصبح
متجعد wrinkled، جاف، وبارد، وتحدث تشنجات عضلية muscular cramps في الذراعين
والساقين. على الرغم من العطش المستمر، المصابون لا يستطيعون الاحتفاظ بالسوائل.
يثخن thickens الدمّ، ويتوقّف إنتاج البول، وتدفق الدمّ البطيء
إلى الدماغ يؤدّي إلى الصدمة shock
والغيبوبة coma. في الحالات الغير معالجة، معدل الوفيات قد يصل إلى 70 %. ومع
ذلك، من السهل علاجه والوقاية منه. بالرغم من أنه سائد في الولايات المتّحدة في
القرن التاسع عشر، تصريف المجاري الجيد good sanitation
ومعالجة المياه water treatment قضت على الممرض كتهديد على الصحة.
قد تستخدم المضادات
الحيوية مثل تيتراسايكلين tetracycline لقتل الخلايا
البكتيرية، لكن العلاج الرئيسي هو إستعادة توازن الماء والكهارل في الجسم. في أغلب
الأحيان، هذا يستلزم حقن وريدية من محاليل ملحية salt solutions. الأكثر
شيوعاً، المرضى يمكن أن يعالجوا بمحلول الإمهاء الفموي oral rehydration
solution (ORS)، محلول من الكهارل والجلوكوز glucose مصمّم لإستعادة التوازن الطبيعي في الجسم. في الوقت الحالي، المسافرون
إلى مناطق الكوليرا من العالم يمكن أن يحصّنوا بتحضيرات خلايا فيبريو كوليري
الميته، وبذلك يحصلون على وقاية لمدة ستّة شهور تقريبا. أفضل وقاية من الكوليرا هو
الإختيار الحذر والحكيم للأطعمة والأشربة عندما نكون في البلدان التي تواجه حالات
تفشّي من الكوليرا.
الكوليرا لوحظ لعدة قرون
في البشر، وتم توثيق سبعة أوبئة سببتها المجموعة المصلية O1 منذ
1817. الستّة الأولى سببها فيبريو كوليري O1 الكلاسيكي.
الوباء السابع الحالي، سببه فيبريو كوليري O1 El Tor، بدأ
في 1961 في أندونيسيا وحالياً يتضمّن حوالي 35 دوله. حالات تفشّي رئيسية حدثت في
بيرو وإكوادور في 1991 ومن هناك إنتشر في كافة أنحاء المنطقة، بعدد 731.000 حالة
بنهاية 1992 و6.300 وفاة في 21 دوله في نصف الكرة الأرضية الغربي. وباء ثامن ظهر
في الهند في 1992م وانتشر في أنحاء قارة آسيا. هذه المجموعة المصلية، فيبريو
كوليري O139، من المحتمل مشتقّة من El Tor لأن
علم الجينات المقارن comparative genomics يشير بأن الإثنان
يتشاركان 99 % من جيناتهما genes. لقاح O1 لا
يحمي ضدّ O139.
لأجيال، إعتقد العلماء
بان عصوي الكوليرا يوجد فقط داخل العائل البشري. تلك الفكرة دحضت من قبل باحثين في
جامعة ميريلاند Maryland تحت قيادة ريتا كولويل Rita Colwell. كولويل
وزملائها وجدوا فيبريو كوليري في مياه من خليج تشيسابيك Chesapeake Bay،
بالرغم من عدم تفشّي الكوليرا بالقرب من الموقع. إفترضوا بأن البكتيريا تستمرّ في
حالة قابلة للحياة ولكن غير قابلة للزراعة viable but non-culturable
state (VBNC). على
ما يبدو، في الماء البارد، قليل المغذّيات، يضعف المعدل الأيضي للبكتيريا، ويتوقّف
التكاثر. هذه الحالة، تسمح لعصوي الكوليرا بالعيش في بيئات تتراوح من مياه البحر seawater إلى
السبيل المعوي البشري. في البحر، علاوة على ذلك، البكتيريا يبدو أنها ساكنة منتظمة
في أمعاء قشريات crustacean صغيرة
جدا تعرف باسم مجذافيات الأرجل copepod. هذه النتائج
مبتكرة، وقد تشير إلى نظرة جديدة للكوليرا في العقود المقبلة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق