الاثنين، 21 أغسطس 2017

العصر الذهبي الثاني لعلم الأحياء الدقيقة (1943-1970)-3



في عام 1910، زميل آخر لكوخ Koch، بول إرليخ Paul Ehrlich، صنع أول "رصاصة سحرية magic bullet"– مادة كيميائية يمكن ان تقتل مسببات الأمراض pathogens. سماها سالفرسان salvarsan، وأظهر إرليخ أن هذا المركب الذي يحتوي على الزرنيخ arsenic يعالج الزهري syphilis، وهو مرض ينتقل عن طريق الاتصال الجنسي. ولد العلاج الكيميائي المضاد للبكتيريا Antibacterial chemotherapy، أي استخدام المواد الكيميائية المضادة للميكروبات antimicrobial chemicals لقتل الميكروبات.
في عام 1929، اكتشف العالم الأسكتلندي الكسندر فليمنغ Alexander Fleming، عفن mold ينمو في واحدة من المزارع البكتيرية. لاحظ فليمنغ أن العفن، وهو نوع من البنيسيليوم Penicillium، قتل الخلايا والمستعمرات البكتيرية التي كانت بالقرب من العفن. قام بتسمية المادة المضادة للميكروبات بالبنسيلين penicillin وطوّر تجربة لإنتاجها. في عام 1940، قام عالما الكيمياء الحيوية البريطانيان هوارد فلوري Howard Florey وإرنست تشين Ernst Chain بتنقية البنسيلين واجريا تجارب سريرية أظهرت الإمكانية المضادة للميكروبات للدواء الطبيعي.
تم اكتشاف رصاصات سحرية إضافية أيضاً. الكيميائي الألماني غرهارت دوماك Gerhard Domagk اكتشف صبغة كيميائية صناعية synthetic chemical dye، سماها برونتوسيل prontosil، كانت فعالة في علاج حالات عدوى الستريبتوكوكس (المكورة العقدية) Streptococcus. فحص بكتريا التربة قاد سيلمان واكسمان Selman Waksman إلى اكتشاف الأكتينوميسين actinomycin والستربتوميسين streptomycin، الأخير هو أول عامل فعال ضد السل tuberculosis. ابتكر مصطلح المضادات الحيوية antibiotic للإشارة إلى تلك المواد المضادة للميكروبات المنتجة طبيعياً من الأعفان والأنواع البكتيرية والتي تثبط نمو أو تقتل الأحياء الدقيقة الأخرى.
الضغط على سوق المضادات الحيوية الفعالة حفّز من أجل الحاجة لعلاج العدوى المميتة في الاصابات الناجمة في الحرب العالمية الثانية. بحلول خمسينيات القرن العشرين، البنسيلين والعديد من المضادات الحيوية الإضافية كانت علاجات مؤسسة في الممارسة الطبية. في الواقع، أقنعت الترسانة المتزايدة من المضادات الحيوية الكثير أن عصر الأمراض المعدية بدأ في الانحسار. في الواقع، بحلول منتصف ستينيات القرن العشرين، اعتقد كثيرون أن جميع حالات العدوى الرئيسية ستختفي قريبا بسبب العلاج الكيميائي بالمضادات الحيوية.
يعزى ذلك جزئيا إلى الفوائد المرجوة من المضادات الحيوية، إلا أن الاهتمام في الميكروبات انحسر بحلول نهاية ستينيات القرن العشرين حيث أن المعرفة المكتسبة من الدراسات البكتيرية يجري تطبيقها على الكائنات الحية حقيقية النواة، خصوصاً الحيوانات. ما تم تجاهله هي الأدلة المتزايدة على أن الأنواع البكتيرية أصبحت مقاومة للمضادات الحيوية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متلازمة الشرق الأوسط التنفسية Middle East Respiratory Syndrome (MERS)

متلازمة الشرق الأوسط التنفسية Middle East Respiratory Syndrome ( MERS ) هو مرض يسببه فيروس (على وجه التحديد، فيروس كورونا coronavirus...