جلبت اربعينيات القرن العشرين ولادة علم
الوراثة الجزيئي molecular genetics إلى علم الأحياء biology.
ركز العديد من علماء الأحياء biologists على فهم وراثة
الكائنات الحية، بما في ذلك طبيعة المادة الوراثية genetic material
وتنظيمها.
في عام
1943، أجرى عالم الأحياء الدقيقة الإيطالي المولد سلفادور لوريا Salvador
Luria وعالم الفيزياء الألماني ماكس دولبروك Max
Dulbrück سلسلة من التجارب مع الخلايا البكتيرية والفيروسات
والتي ميزت العصر الذهبي الثاني لعلم الأحياء الدقيقة second
Golden Age of microbiology. استخدما بكتيريا شائعة في الأمعاء، إشيريشيا
كولاي Escherichia coli، لمعالجة سؤال
أساسي يتعلق بعلم الأحياء التطوري evolutionary biology:
هل تحدث الطفرات mutations تلقائياً أو أن
البيئة environment تستحثها؟ أظهر
لوريا ودولبروك أن الخلايا البكتيرية يمكن أن تطور طفرات تلقائية spontaneous
mutations تولد مقاومة resistance للعدوى
الفيروسية viral infection
(الطفرات: تعديلات دائمة في تسلسل قواعد DNA).
بالإضافة إلى أهمية النتائج التي توصلوا إليها لعلم الوراثة الميكروبية microbial
genetics، أظهر استخدام إي. كولاي E. coli
كنظام نموذج ميكروبي microbial model system
لباحثين آخرين أن الأحياء الدقيقة microorganisms
يمكن أن تستخدم لدراسة المبادئ العامة لعلم الأحياء biology.
سارع علماء
الأحياء إلى القفز على "العربة الميكروبية microbial
bandwagon." بشرت التجارب التي قام بها الأمريكيان جورج بيدل George
Beadle وإدوارد تاتوم Edward Tatum
في اربعينيات القرن العشرين بمجال علم الأحياء الجزيئي molecular
biology باستخدام الفطر نيوروسبورا Neurospora
لاظهار أن "جين gene واحد يشفّر
لإنزيم enzyme واحد." عمل أوزوالد آفيري Oswald
Avery، كولين ماكليود Colin MacLeod،
وماكلين ماكارتي Maclyn McCarty، على النوع
البكتيري ستربتوكوكس نيموني Streptococcus pneumoniae،
واقترحوا في عام 1944 أن الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين deoxyribonucleic
acid (DNA) هو المادة
الوراثية genetic material في الخلايا. في
عام 1953، قدم عالم الكيمياء الحيوية الأمريكي ألفرد هيرشي Alfred
Hershey وعالمة الوراثة مارثا تشايس Martha Chase،
باستخدام فيروس يصيب الخلايا البكتيرية، دليلاً قاطعاً على أن DNA
هو المادة الوراثية. هذه التجارب والاكتشافات، وضعت علم الأحياء الدقيقة في منتصف
ثورة علم الأحياء الجزيئي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق