الاثنين، 21 أغسطس 2017

العصر الذهبي الكلاسيكي (الأول) لعِلْم الأحياء الدقيقة (1854 - 1914)-2



افترض باستير بأنّه إذا تم إكتساب الأحياء الدقيقة من البيئة environment، فإنه يمكن السيطرة على إنتشارها وكسر سلسلةِ إنتقال المرض.
كَانَ جوزيف ليستر Joseph Lister أستاذَ جراحةِ في مستشفى غلاسكو الملكي في أسكوتلندا، حيث توفي أكثر من نصف مرضى البتر amputation— لَيس مِنْ الجراحةِ — ولكن بالأحرى مِنْ عدوى ما بعد الجراحة postoperative infections. سَمْع عن النظرية الجرثومية germ theory لباستير، جادلَ ليستر بِأَنَّ هذه العدوى الجراحية surgical infections نَتجتْ مِنْ الكائنات الحيَّة في الهواءِ. بمعرفة أن حمض الكربوليك carbolic acid كَانَ فعّالَ في التحكم بمياه الصرف الصحي، في عام 1865 استخدم رذاذ حمض الكربوليك في الجراحةِ وعلى الجروحِ الجراحية surgical wounds. النتيجة كَانتْ مدهشةَ — التئمت الجروح بدون عدوى. تقنيته قريباً لن تحدث ثورة فقط في الطب وممارسةَ الجراحةِ، ولكن أيضاً تُؤدّي إلى ممارسةِ التعقيم antisepsis، استخدام الطرقِ الكيميائيةِ لتطهيرِ الأسطح الحية الخارجية، مثل الجلد skin. مرةً أخرى، انتصرت التطبيقات العملية مِنْ المختبر.
في محاولة للتعرف على المشاكلِ الحيويةِ، أدار باستير إنتباهه إلى البيبرين pébrine, وهو مرض لديدان القز silkworms. بحلول عام 1870، حدّد بروتوزوا protozoan بأنها العامل المعدي في ديدان القز وأوراقِ التوت mulberry leaves التي تتغذى عليها الديدانِ. عن طريق فَصْل ديدان القز السليمةِ مِنْ ديدان القز المريضةِ وغذائِها، تمكّن من قَمْع إنتشارِ المرضِ. كَانَ تعريف البروتوزوا حاسماً لدَعْم النظرية الجرثومية germ theory ولن يشك باستير مرة أخرى في قدرةِ الأحياء الدقيقة في التسبّب بالأمراض المعدية. الآن ستكون الأمراض المعدية إهتمامَه الوحيدَ.
في 1865، اجتاح مرض الكوليرا cholera باريس، مما أدى إلى مقتل 200 شخص يومياً. حاول باستير إلتقاط الممرض pathogen المسئول عن طريق تصفية هواء المستشفى وحصر الخلايا البكتيرية في القطن cotton. لسوء الحظ، لم يَستطع باستير أَنْ ينمي أَو يَفْصلَ نوعَ بكتيري واحد على حده من الأنواع الأخرى لأن مزارع المرق Broth الغذائية التي استخدمها سمحت للكائنات الحية بأن تختلط بحرية (المرق: سائل يحتوي على مواد غذائية للنمو الميكروبي). بالرغم من أن باستير أثبت أنَّ التلقيحات inoculations البكتيرية جعلت الحيوانات مريضة، إلا أنه لم يَستطع أَنْ يُحدّدَ السبب بدقة.
من أجل التحقق الكامل من النظرية الجرثومية، ما كانَ مفقوداً هو القدرةَ على عَزْل نوع بكتيري معيّن مِنْ فرد مريض وإثبات أن الكائن الحي المَعْزُولَ يسبّبَ نفس المرض.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متلازمة الشرق الأوسط التنفسية Middle East Respiratory Syndrome (MERS)

متلازمة الشرق الأوسط التنفسية Middle East Respiratory Syndrome ( MERS ) هو مرض يسببه فيروس (على وجه التحديد، فيروس كورونا coronavirus...