عندما
يفكر المرء في محاربة الجسم للعدوى، فإنه عادة يتصور الأجسام المضادة antibodies وخلايا الدم البيضاء white blood cells "كفرسان في دروع مشرقة knights in shining armor". على الرغم من أن هذه الجزيئات والخلايا
بالغة الأهمية، فإنها لا تمثل سوى النصف الثاني من إجمالي دفاع الجهاز المناعي. أولا،
وقبل كل شيء، يعتمد الدفاع المناعي على مقاومة غير محددة.
المقاومة
غير المحددة Nonspecific
resistance يشار إليها بالمناعة
الفطرية innate
immunity لأن الجزيئات المشفرة وراثياً genetically encoded molecules، الموجودة في الجسم من الولادة، هي قادرة على
التعرف على الميزات الميكروبية المشتركة للعديد من مسببات الأمراض والمواد الغريبة.
كانت دراسات إيلي ميتشنيكوف Elie
Metchnikoff أول من اقترح أن المناعة الفطرية هي آلية دفاعية تطورية ضد الأمراض المعدية
وتمثل آلية قديمة شائعة لمعظم الحيوانات. بالتالي، المناعة الفطرية، مع مجموعتها من
الجزيئات المستجيبة مسبقة التشكيل preformed effector molecules، تمثل نظام إنذار مبكر للعائل ضد مسببات الأمراض
المحتمل أن تكون ضارة potentially
harmful pathogens، الخلايا الغريبة
foreign cells، أو حتى الخلايا الخاصة بنا إذا أصبحت تالفة
أو سرطانية cancerous. يستجيب هذا النظام الدفاعي في غضون دقائق أو
بضعة ساعات بعد العدوى.
عند
التعرف على الميكروبات بواسطة الدفاعات المناعية الفطرية، هذه الدفاعات تحاول القضاء
على أو إبقاء العدوى تحت السيطرة بينما ترسل إشارات كيميائية chemical signals إلى الأنسجة المشاركة ببدء المناعة المكتسبة acquired immunity. هذه الإشارات الكيميائية, تسمى السيتوكينات
cytokines، هي بروتينات صغيرة تطلقها خلايا دفاعية مختلفة
في استجابة لمادة تنشيط، مثل ميكروب غازي invading microbe. تنتج السيتوكينات بواسطة العديد من الخلايا،
بما في ذلك البالعات الكبيرة macrophages، الخلايا اللمفاوية lymphocytes، الخلايا البدينة
mast cells والخلايا التغصنية dendritic cells. سوف نرى أمثلة محددة بينما نناقش المناعة الفطرية
والمكتسبة.
الفرسان
في الدروع المشرقة هي جزء من المناعة المكتسبة لأن الاستجابة تنتج خلايا ليمفاوية وأجسام
مضادة محددة فقط للممرض أو المادة الغريبة المسببة للعدوى. هذا الشكل من المناعة، والذي
تطور في الآونة الأخيرة ويوجد فقط في الفقاريات vertebrates، هو بطيء نسبيا
مقارنة بالإستجابة الفطرية؛ في الواقع، تتطور المناعة المكتسبة عبر مسار العدوى، تأخذ
عدة أيام إلى أكثر من أسبوع لشن استجابة فعالة ودفاع وقائي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق