الجمعة، 4 أغسطس 2017

التسمم الوشيقي botulism



من بين كلّ التسمّمات المنقولة بالأغذية في البشر، ليس هناك شيئ أكثر خطوره من التسمم الوشيقي botulism. هو مرض نادر لكن خطير يسببه كلوستريديوم بوتولينيوم Clostridium botulinum, بكتيريا عصويه, موجبه لصبغة غرام, لاهوائيه اجباريه, تشكل الجراثيم. توجد الجراثيم الداخليه endospores في أمعاء البشر بالإضافة إلى الاسماك، الطيور، وحيوانات الحظائر barnyard animals. تصل للتربة في السماد manure، المخصّبات العضوية organic fertilizers، ومياه الصرف الصحي sewage، وغالباً، تتشبث بالمنتجات المحصودة. عندما تدخل الجراثيم spores البيئة اللاهوائية للعلب أو القوارير، فإنها تنبت إلى عصيات خضرية vegetative bacilli، والعصيات تنتج سم خارجي exotoxin، قوي جدا بحيث أن غرام واحد في شكل رذاذ يمكن أن يقتل مليون شخص. حدد العلماء سبعة أنواع من السموم (A–G) تنتجها سلالات strains مختلفه من كلوستريديوم بوتولينوم. الأنواع A، B، E تسبب أكثر الامراض البشرية، والنوع E إرتبط بأكثر حالات الإنتقال المنقولة بالأغذية.
تطوّر أعراض التسمم الوشيقي عادة خلال 12 إلى 48 ساعة بعد أكل الغذاء الملوث بالسم. لكونه سم عصبي neurotoxin متشكّل ، يعاني المرضى من ظواهر عصبية neurologic manifestations، تتضمن تشوّش في الرؤية blurred vision، صعوبة في النطق slurred speech صعوبة الإبتلاع والمضغ difficulty swallowing and chewing، وصعوبة في التنفّس labored breathing. لأن السم العصبي يثبط إطلاق الناقل العصبي أستيل كولاين neurotransmitter acetylcholine، فالعضلات لا تنكمش والأطراف تفقد انسجامها، وتصبح مترهلة, حالة تسمّى الشلل الرخو flaccid paralysis. فشل الحجاب الحاجز وعضلات الاضلاع على اداء وظائفها يؤدي إلى شلل في الجهاز التنفسي respiratory paralysis والموت خلال يوم أو إثنان.
لأن التسمم الوشيقي هو نوع من التسمّمات المنقولة بالأغذية، المضادات الحيوية ليست فعاله للعلاج ضدّ السمّ. بدلا من ذلك، إذا عولجت مبكرا، جرعات كبيرة من أجسام مضادة معيّنة تسمى مضادات التسمم antitoxins يمكن أن تستخدم لتحييد السموم الغير مقيّدة. تستخدم أيضاً الأجهزة الإنعاشية مثل أجهزة التنفس الأصطناعي mechanical ventilators.
بالرغم من أن العدد السنوي لحالات التسمم الوشيقي المنقول بالأغذية في الولايات المتّحدة منخفض (34 حالة في 2007م)، عدد الوفيّات حوالي 8 %. إلا أن الشفاء الكامل يمكن أن يستغرق سنة واحدة.
يمكن تجنب التسمم الوشيقي بتسخين الأطعمة قبل أكلها، لأن السمّ يدمر عند التعرّض إلى درجات حرارة 90 درجه مئويه لـ 10 دقائق. ومع ذلك، اظهرت التجربة بأنّ أكثر حالات التفشّي ترتبط بالأطعمة المعلّبة المنزلية home-canned foods التي بها محتوى حمضي قليل، مثل الهليون asparagus، الفاصوليا الخضراء green beans، البنجر beets، والذرة corn، ومن الأطعمة التي تأكل باردة. أطعمة أخرى إرتبطت بالتسمم الوشيقي تتضمّن المشروم mushrooms، الزيتون olives، السلامي salami، والسجق sausage. في الحقيقة، الكلمة botulism مشتقّه من الكلمه اللاتينيه botulus، وتعني “ سجق. ”
بالرغم من أن التسمم الوشيقي المنقول بالأغذية خطر جدا, إلا أنه توجد أشكال أخرى من التسمم الوشيقي.
أ- التسمم الوشيقي للجروح Wound botulism تسببه السموم المنتجة في الأنسجة اللاهوائية للجروح الملوثة بكلوستريديوم بوتولينوم. البنسلين Penicillin هو علاج فعّال.
ب- التسمم الوشيقي للرضّع Infant botulism هو الشكل الأكثر شيوعا من التسمم الوشيقي في الولايات المتّحدة، يمثل 85 حالة مبلغ عنها في 2007م. على عكس التسمم الوشيقي المنقول بالأغذية حيث أنّ يبتلع السمّ، ينتج التسمم الوشيقي للرضّع من إبتلاع التربة أو الغذاء الملوّثة بالجراثيم الداخلية endospores لكلوستريديوم بوتولينوم. لذا، يجب على الأباء عدم إعطاء العسل honey لرضيعهم، والذي هو الغذاء الأكثر شيوعا والذي يسبّب التسمم الوشيقي للرضّع. الجراثيم Spores التي هي في حوالي 10 % من العسل تنبت وتنمو في القولون colon حيث تطلق الخلايا السمّ. هذا الشكل من التسمم الوشيقي نموذجيا يؤثّر على الأطفال بعمر 3 أشهر إلى 24 شهر لأنهم لم يأسّسوا التوازن الطبيعي لميكروبات الأمعاء. لأن السمّ ينتج خمول lethargy وضعف في العضلات، التسمم الوشيقي للرضّع غالباً يشار اليه باسم متلازمة الطفل المترهل floppy baby syndrome. علاج بالمستشفى بالإضافة إلى استخدام أجهزة التنفس الأصطناعي قد تكون ضرورية، مع العلاج بمضاد للتسمم قد تخفّض وقت الشفاء.
في السنوات الأخيرة، أحد سموم البوتولينوم وضع موضع التنفيذ العملي. في جرعات دقيقة، بوتوكس ®Botox أو ديسبورت ®Dysport (سمّ البوتولينوم نوع أ botulism toxin type A) يمكن أن تخفف بشكل مؤقت عدد من اضطرابات الحركة (ما تسمّى بخلل التوتّر dystonias) الناجمة عن تقلصات العضلات اللاإرادية المستمرة involuntary sustained muscle contractions. على سبيل المثال، السمّ يستخدم لعلاج الحول strabismus، أو إنحراف العيون misalignment of the eyes (cross-eye وأيضا يستخدم ضدّ تشنّج الجفون blepharospasm، أو الجفون المشدودة اللاإرادية involuntarily clenched eyelids. السمّ قد يكون فعال في التأتأة (التلعثم) stuttering، الترميش الغير منضبط uncontrolled blinking، وتشنج الموسيقي musician’s cramp (لعنة عازف الكمان the bane of the violinist). أيضاً تمت الموافقة على استخدام السمّ في التخفيف المؤقت لخطوط تجّهم وتجاعيد الوجه facial wrinkles and frown lines. في 2004، تمت الموافقة عليه للتخفيف المؤقت لفرط التعرق hyperhidrosis (التعرّق المفرط للجسم excessive body sweating). يجب الحرص عند استخدام الدواء. في 2008، توفي أربعة أطفال يعانون من الشلل الدماغي cerebral palsy بعد حقن السمّ لعلاج التشجنات spasticity في سيقانهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متلازمة الشرق الأوسط التنفسية Middle East Respiratory Syndrome (MERS)

متلازمة الشرق الأوسط التنفسية Middle East Respiratory Syndrome ( MERS ) هو مرض يسببه فيروس (على وجه التحديد، فيروس كورونا coronavirus...